الجمعة، 14 أغسطس 2009

لا سياسة بلا ثقافة

تعتقد أمل الرندي انه ليس هناك ابداع سياسي، فلا داعي ان ينشغل المثقفون في السياسة.. فهي وحل، او ان السياسة ستنزل من مقام المثقف درجات، وأن علينا ان لا نثقل بالنقد على المثقف كذلك، ونعامله بمنهج "يا دهينه لاتنكتين" .. ولكن السؤال: من سينتقده اذا لم يدس انفه في السياسة؟
.. انت تـُنتقد.. اذا انت موجود..
هذا النقد الثقافي المترف، هو مايعكسه مستوى الشعب الثقافي المتواضع.. اصلا لا يوجد لدينا ادنى اهتمام بالنقد الثقافي، ولا بالنقد العلمي، واذا خرج لنا مثقف.. فهو مثقف متواضع جدا "نسبيا" لأن درجة الصفر الثقافية في مجتماعتنا.. سالب صفر!
مر على الكويت كثير من الوزراء الذي نعتقد انهم مثقفون.. لحظة! من هم..؟
لا أحد.
كيف نريد ان ننهض ببلد.. يديرها وزراء "غير مثقفين" ؟ هل نتخيل الحفرة التي نحن فيها؟ هل هي المحاصصة السياسية؟ هل هو الجهل العام؟ أم أن مثقفينا "صائمون" سياسيا؟ على منهج عباس العقاد عندما عرضت عليه وزارة المعارف ورد:"اذا رضيت بالوزارة.. فأنا أنزل درجتين".
ليس لدينا غازي القصيبي "شاعر ووزير العمل السعودي" ، وليس لدينا فاروق حسني "فنان تشكيلي ووزير الثقافة المصري"، وليس لدينا حسين المحضار "فيلسوف الاغنية والنائب في اول برلمان يمني وحدوي"، وليس لدينا متولي الشعرواي "المفسر العصري للقرآن الكريم وزير الاوقاف" .. الخ من الامثلة العربية، اذا من لدينا.. من بيده "مقاليد الوزارة"؟ الجواب تجده في قلبك هل انت سعيد ام لا، واذا جاوبت نفسك، اتبع قانون افلاطون الذي يقول: "لايستطيع الانسان ان يعيش سعيدا الا اذا وصل اهل السلطة الى المعرفة، او اذا وصل أهل المعرفة الى السلطة".. هل عرفتم لماذا نحن كثيرين "التحلطم" ؟
شكرا الى الأديبه أمل الرندي على المقالة الرائعة، وأتمنى ان لا أكون قد قسيت في تقييم درجة المثقفين لدينا، لأني باختصار.. مستاء من وضعنا السياسي، واتمنى ان يتصدر المثقفون منابرنا السياسية، تشريعية وتنفيذية، حتى يبدعوا ونشرب من رحيق أفكارهم، ونتطور على وتر الحانهم المبدعة.. لكن بابتعادهم و بسلبيتهم.. سنشرب المر، وسننتكس أكثر، ونتألم أكثر وأكثر.. وأكثر!

هناك 11 تعليقًا:

جبريت يقول...

معادله ناجحه

وكلمات جميله وواقعيه وتتكلم عن الخلل ومواضعه بالضبط

بس ما تتوقع التحلطم صار عاده بالكويتيين من كثر الحكومات الي مرت على الكويت؟؟؟

ساره النومس يقول...

مبدعة مقال رائع


يحمل الكثير من الافكار العميقة

مشكور استاذ حمام

صــوت الــمــدامـــع يقول...

صراحه مقال حلوووو كثير

ياااربي انا كل ماقريت شي

احس كني ارش الجرح ملح

انا ادري باللي صاااير والدنيا المقلوبه

لكن بعض المقالاااات فعلااا تعبر صح عن الوضع اللي صااير



عوااااااافي

غير معرف يقول...

مقالة رائعة

هل برأيك أننا نفتقر أصحاب العقول وأصحاب الكلمة والمفكرين والمطورين والنقاد والمحنكين؟

إذا كانت الإجابة لا

لماذا إذا. لا يتولوا زمام الأمور؟

جنون الكويت يقول...

كلام عقلي وتحليل ناجح وكاتبة المقال مميزه

alhayah يقول...

انتى مثال للمراءه الواعيه

كتاباتك جميله

عندما ارى مثلك فى مجتمعاتنا العربيه

اريد م ريدون ان يغيروا من النساء نظره المجتمع الذكورى اليها من ظره جنسيه الى ان يروا ان المراءه انسن متثقل لها

عقل واحساس


انا سعيد بكى

غير معرف يقول...

اود أن الفت انتباه استاذ حمام بان كاتبة المقال اسمها : أمل وليس منال !

الأستاذ حمام يقول...

أشكرك.. وسأقوم بتعديل الاسم الان.

الحــ ــزين يقول...

الحــ ــزين

لكل سنة وانتى طيبة

متزوج 3 وعمري 28 يقول...

مناقشة ثقافية من الطراز الأول بل قبل الأول..
للاسف فقد بلغ التردي الثفافي لدينا بإننا نؤمن بإن الجامعي أو حامل الشهادة هو المثقف، بينما المثقف هو صاحب القراءة الحرة والفكر العميق الذي يوجه المجتمع ويخطط مستقبله
وفي الكويت ، لا يمكن لهذه الشخصيات أن تنسجم مع وزراء دورهم تقسيم البلد وترتيب المصالح
هل تذكر معي د.علي الزميع، والذي قام بوضع رؤية للكويت من خلال منصبه كوزير
اليوم هذا الرجل يرفض الوزارة بكل أشكالها ويكتفي بعمله في القطاع الخاص
لماذا؟ لأنه رأى الوجه المرعب للحكومة من الداخل

'lsdjgsk'eljr يقول...

والله انها بطلة!!